تقع كنيسة مار جوارجيوس للروم الأرثوذكس – البقيعة المرج في قلب حيّ البقيعة المرج، أحد أحياء قرية البقيعة العريقة. يبعد الحي نحو 4 كيلومترات عن البلدة القديمة، وقد تأسس في خمسينيات القرن الماضي على يد بعض العائلات المسيحية من القرية. ومع مرور الزمن ازداد عدد السكان حتى بلغ اليوم قرابة ألف نسمة، جميعهم من أبناء الطائفة المسيحية، وغالبيتهم من رعية الروم الأرثوذكس.

بداية الحلم وبناء الكنيسة

في بداية التسعينات، اجتمع أبناء الرعية على هدف واحد: تأسيس كنيسة تخدم حياتهم الروحية والاجتماعية في الحي الجديد. وبفضل محبتهم وإيمانهم، تمكّنوا من شراء قطعة أرض مساحتها ثلاثة دونمات، ليُبنى عليها صرح روحي يليق ببيت الله.في 16 أيلول 1997 وُضع حجر الأساس، وبدأت رحلة البناء التي استمرت حتى عام 2003. خلال هذه السنوات، تضافرت الجهود والتبرعات، وبلغت التكاليف ما يقارب 6 ملايين شيكل. وقد جاءت الأموال من أبناء الرعية أولاً، ومن دعم المجلس المحلي أيضًا. النتيجة كانت كنيسة شامخة وقاعة رحبة، تُستخدمان حتى اليوم في خدمة المؤمنين.

الكنيسة اليوم

الكنيسة ليست حجارة وجدرانًا فقط، بل هي قلب نابض بالحياة. تُقام فيها الصلوات أيام الآحاد والأعياد بشكل منتظم، حيث يجتمع المؤمنون ليصلّوا معًا، مرددين كلمات المزمور:

«فرحت بالقائلين لي: إلى بيت الرب نذهب» (مزمور 122:1).

القاعة الملحقة بالكنيسة تُستعمل لكل النشاطات الروحية والثقافية والاجتماعية، كما تحتضن أفراح أبناء الرعية وأحزانهم، لتظل الكنيسة حاضرة في كل تفاصيل حياتهم.

خدمة الرعية

يخدم في الكنيسة اليوم الأب نيكتاريوس فرح من كفرياسيف، الذي يقيم الصلوات ويخدم الأسرار المقدسة: الأكاليل، العماد، والجنازات، جامعًا أبناء الرعية حول المذبح بكلمة الله. وكما قال الرب يسوع:

«حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فهناك أكون في وسطهم» (متى 18:20).

إدارة شؤون الكنيسة تقع على عاتق الجمعية لإدارة شؤون الرعية الأرثوذكسية، وهي جمعية خيرية مسجلة رسميًا ومعترف بها لتقديم التخفيض الضريبي على التبرعات. الجمعية مسؤولة عن الجانب الاجتماعي للرعية، وعن تطوير وصيانة الكنيسة وساحاتها. ومن أبرز مشاريعها الحالية: السعي لكتابة الأيقونات المقدسة على جدران الكنيسة، لتزداد جمالًا وروحانية.

موارد الكنيسة

لا تمتلك الكنيسة عقارات أو مصادر دخل أخرى، وتعتمد بشكل أساسي على صندوق التبرعات وتضحيات المؤمنين. ورغم الإمكانيات المحدودة، يبقى الغنى الحقيقي هو محبة الناس وتكاتفهم، كما يقول الرسول بولس:

«أنتم جسد المسيح، وأعضاؤه أفرادًا» (1 كورنثوس 12:27).

الرعية والمجتمع

بلدة البقيعة بكل أحيائها وطوائفها معروفة بعلاقاتها الاجتماعية الطيبة وروح التعاون والاحترام المتبادل. هذه الروح نفسها تنعكس في حياة أبناء الرعية الأرثوذكسية، حيث الكنيسة ليست مجرد مكان للصلاة، بل بيت يجمع الكل بالمحبة والإيمان.


✝️ كنيسة مار جوارجيوس في البقيعة المرج هي ثمرة إيمان وتضحيات، وواحة روحية لكل مؤمن يبحث عن السلام، المحبة، والشركة مع الله. هي امتداد حيّ للكنيسة الأرثوذكسية الجامعة، ورسالة واضحة أن الإيمان الحي يبنى بالمحبة والتعاون، جيلًا بعد جيل.